كما الشرق أنتِ

كما الشرق

أنتِ

وأنا

عشق البحر

وعواصف الوله في شتاءات كل عيد ..

طفولة نخيل بصري

إذ الليل انحدر من الله ..

على كتفيكِ ..


كيف يهدأ البحر

على ذاك الخليج

إذ أشرقت الشمس بين نهديكِ ..

والقمر

يتعثر بأنين عصرٍ

يغفو إليه كل اغترابٍ

ليصحو على الحسين الذبيح

مكتوبة كل الأساطير بدمه ..

من كربلاء إلى هاتيك القلاع

في جبال الثلج الأسود

على كفيكِ ..


يا أنتِ

إذ ملكت الجفن

كما ذا الفقار في يمنى عليٍ

وأنا يد علي

يا تنهيدات فاطمة والدعاء

على أطلال الغروب

يا أنتِ ..

يا محمد يعرج بالمسيح إلى العرش

من أقصى الفيافي

يا أنتِ

يا كنه مريم العذراء

يا تلك الراهبات تضج سجودا ..

في محرابك الكربلائي

وتنطق سر الصباح بصوت جعفرَ

بين شفتيكِ ..

يا أنتِ

وأنا فيكِ صهيل خيلٍ

يعلو آماقي الدموع

قبل البحر ببرهة ..

بلحظة

بآنية فخارٍ ترقص غجرية القدِ

وشمعدان الهروب

يغزل الهوى

لسطوح الخيام ..

والريح تمضي بأيام الشتاء

إلى الشتاء القادم وإلى أمي

والليل يا قمر الرب

يا سلام ابراهيم

كفي عن خلق الغار ..

لا تبعثي السحر

إن هب النسيم

أو خذيني

إلى حيث كل الملاحم

في أحضانكِ

أُسريني فارسا عتيقا ..

بين جنبيكِ

ابراهيم حريب

أتراقصين ..

أتراقصين ..

على سحر ألم

على شاطئ وجع

على ممشى ريش البجع

بين شمعتين؟


امسكي يدي

وارمقي عينيـ ... برشفة

برجفة

من معدن الضجر

امسكي قلبي بدمعتين

وتعالي حافيةً

يا كنه توالي الليل والفجر

كوني وحي

كوني عصفا

اسكبي العنف شتاءا

واخلقي المطر

راقصيني ..

فليس الدهر إلا ليلتين


أنتِ أنا

ولا شئ هنا

يشهد علينا

إلا القمر

لا ترعبي

ليس شئ في الكون

إلا الله

لا جن، لا بدو، لا حضر

فلا تصمتي

راقصيني

ابدأيني

أعيديني

املأيني سخطا

شوقا

غضب الوعيد إذا انهمر

دعي النفس فيكِ تلاقيني

واسفكي لهاثك على صدري

سر الصباح

ما الحب يا مالكتي

إلا نورٌ بقرآن الله انصهر

مبارك معمد

بسقيا كوثر

ليس كلام، ليس وصال، ليس غزل

بين عشيرين ..


راقصيني

فجري العرق

صبي الحميم خمرا

وأثملي الموج

من سحرٍ إلى غسق

قاهريني

قولي كفى

تعبت ..

واغفي

لا شئ يضيرك ورب الفلق

ابردي

أحضاني مدافئكِ

وآية نومكِ

ناري

وتباشير شفتيك ..

ابراهيم حريب